منذ صغرك تحلم بإمتلاك حقيبة سفر خاصة بك وحدك؛
كنت تدخل غرف والديك، تبحث عن حقيبة. أي حقيبة كانت،كيفما كان شكلها.. أو حجمها.. تضع فيها حاجياتك القليلة.. دفتر رسمك، أقلام تلوينك، ألعابك، و محفظة أقلامك الحديدية مرسوم عليها خارطة وطن عربي كنت تألفه صغيرا. كنت تعشق تلك المحفظة.. تبحث عنها في محلات القرطاسية علك تجد ألوان جديدة للمحفظة غير اللون الاصفر و الأزرق..
تضع حقيبة سفرك الافتراضية كيفما اتفق على ظهرك. تفتعل صوتا لينتبه والديك إليك.. تنتظر السؤال الجدلي المطمور فيك.. ثواني.. ثم يسألانك بصوت واحد (وين غيح؟!).. تسحب نفسا عميقا.. ثم تجيب بنبرة تشبه نبرة المحقق كونان عندما يكون واثقا من نفسه
_ ( انا مسافر!).
_(وين؟).
تفتح الحقيبة، تبحث عن محفظتك الاثيرة. تخرجها الى النور.. تؤشر بيديك الى الخارطة الموشومة عليها (هوني راح اسافر).
ثم تمشي واثق الخطى.. مبتعدا..
كنت كماركو... تقلده في مشيته. تلتقط غصن شجرة من الارض. ثم تدخل الغصن داخل الحقيبة.. تعلقها على كتفك كبطلك الاثير.. تتخيل نفسك.. تتنقل بين قرى و مدن أوروبية/عربية. تغير الاسماء.. تبحث عن كل شيء ضائع داخلك.. في خارجك.