الجمعة، 11 ديسمبر 2020

تدوينات في دفتر مذكرات قديم (1)

 كانت والدتي مزارا، يتباكى على رأسها الجميع.  كلما شعر أحدنا بضيق أفرغنا ما بداخلنا إليها، وحدها، تمتص صدماتنا الكهربائية. كأنها تمتلك أداة ما، تفك بها أجزاءنا المعطوبة الغير المرئية و تبدلها بأخرى سليمة.

أيامنا التي كانت، ما عادت تشبه أيامنا هذه. كأنها أنطفأت بها الحياة. صار الأنترنيت، متنفسا لنا. نافذتنا الوحيدة الى العالم. نشاهد من خلف قضبان حياتنا حياة الناس. نافذتنا هذه أصبحت تسلينا تارة، تدمي جراحنا و تسيلها تارة أخرى. .

الخميس، 10 ديسمبر 2020

تدوينات في دفتر مذكرات جديد (1)

معظم النصوص التي أكتبها تتحدث عن المستقبل أو الحاضر! لقد لاحظت بأنني لا أذكر شيئاً من الماضي القريب أو البعيد. لم أتحدث كثيراَ عن تأريخ هذه المدونة بالتحديد. عن القصص و الأشعار و النصوص البسيطة التي كنت أكتبها في فترة الأعدادية و الجامعة. و التي أنتهى 
.بها المطاف غباراَ داخل المساحة السحابية المخصصة في الخزن

لا يهم.. الآن. الشيء المهم هي الفكرة بحد ذاتها. فكرة إنشاء مدونة موجودة على الإنترنيت في كل مكان و زمان كانت هاجسي الوحيد. كان لدي عدة مشاريع: قصص قصيرة و روايات و ترجمات و حكايات و قصص نجاح و فشل. ربما سأقوم بنشر بعضها يوما ما هنا على هذه المنصة التي رافقتني في ترحالي. أذكر بأنني كنت أتصفحها في طريقي الى بغداد، و في طريقي الى كركوك،و في طريقي الى أربيل. هذه المدونة كانت الشيء الوحيد الثابت في هذا العالم المتغير..

عن ماذا كنتُ أكتب؟ ربما تتسائل.؟ 
كنت أكتب عن الحب! عن الصداقة،

أما اليوم، فأنني لا أملك سوى دفتر مذكرات وحيد، بجلد قماشي و أوراق بلون باهت و كعادتي أملئ الصفحات الأولى بأسمي و رقم هاتفي و أيميلي تحسباً، ماذا لو نسيته على رصيف ما. ربما يجده  أحد ما فيتصل بي.

الاثنين، 20 يوليو 2020

الحياة خلف السور؛

تعيش و تشوف، هذا ما كانت والدتي تقوله لي صغيرا أتذمر من أفعالا صغيرة إما في المدرسة او من قريب. كان المثل مطلقا انذاك.. لكنه اليوم.. و الان يصف ما نعيشه وما عشناه. 

في هذا الحبس العالمي، مثل كل التجارب التي بتنا نمر بها، كشفت لنا عن أصدقاء من نوع مختلف. لا يسعنا هنا سوى أن نتذكر مثل والدتي الأثير "عشنا و شفنا" أو "نعيش و نشوف" و غيرها الكثير. أصبح البعض جاحدا، و قد يصل به الأمر بعدم التكلف عناءا في الرد عن رسالة. كأنه/كأنها يترفع عن الرد في زمن الحبس العولمي هذا عن تلك الرسالة.

يشكك البعض بالكلمات العفوية المنطلقة منك. يتحاشى آخرون في النظر إليك، بينما يفضل جنس اخر الابتعاد و الرجوع خطوة الى الخلف متخوفون من رسالة قد تنقل فيروس الكرورنا. غافلين او مستغفلين عن كون الرسالة الكترونية تنتقل عن طريق الأثير. هي موجة كهربائية تنقل كل موجات الحب و السلام و الامان.. كل شيء سوى ذلك الفايروس القاتل الذي تخيله البعض في رسالة.

صدقت والدتي حينها، لكن ذلك الطفل الصغير الذي لم يكن يعرف الكره قد فاته الكثير. لكن الزمان خير دليل على صقل أبنائه، ربما يكون هذا النص مجرد خربشات عابرة في هذا الليل الموحش من ليال كورونا لكنها تعبير صادق و وجع و غصة باتت في حلوقنا. يمر الزمن، و تمر المواقف بحلوها و مرها.. و يبقى الكلام الجميل سيد الموقف في كل الظروف.. 

صيف 2020 ، أربيل. 

في هذا الفصل من الحياة، أحبٌ أٌلفة الحيوانات: مراقبة الأبقار و صنع صداقات مع كلاب و قطط و سناجب برية

في اللحظة التي عبرت خط الثلاثين بدأت بحب الحيوانات أكثر. او ربما بدأت الحيوانات بألفتي أكثر. ربما وجدت صديقا قديما؟ كلاب صغيرة أو كبيرة. قطط...