شيئُ ما يجذبني للترحال، رُبما أصولي البدوية، دمي العربي، أجدادي الصحراويين، او قبيلتي التي كانت تعبر الخليج في الصيف و الشتاء. أو ربما هي قصص افلام الكارتون و كتب الدعسوقة التي قرأناها صغاراً.
رَحال، يصف نفسه بيلي كونوللي، الموسيقي من مدينة جلاسكو. جاب الأرض طولاً و عرضاً، إلتقى بأغرب الناس، و عمل في كل مكان أغرب المهن. لم ينتمي بيللي لفئة معينة. لم يستطع ان يقولب في قالب أو يٌشكل في شكل يشبه باقي الناس. كان يخرج من المنزل عندما كان مراهقاً، يمشي بمحاذاة الطرق الخارجية و يضيع في بحر المٌدٌن كرَحال.
يقول بيللي لاحقاً:
لقد عرفت الكثير من الرَحالين الذين إتخذوا الترحال مهنة مؤقتة لهم او بدوام كامل، و عرفتٌ ايضا رحالين أصليين من القلب.هؤلاء الرحالون غادرو مٌدٌنهم ليس لأن لم يكن لهم خيار آخر، بل غادرو لأنهم لم ينتموا لذلك المكان.. و لن ينتموا لأي مكان آخر. هم بكل بساطة رَحالين. إنتمائهم الوحيد حقيبتهم. نلتقي نحن الرَحالة بعضنا البعض، نفهمنا، نفهم عدم انتمائنا لمكان ما، عدم تأقلمنا، عدم قولبتنا. نلتقي و نحكي لبعضنا البعض لاننا نفهم ماهية الترحال، نحتسي كوب من القهوة رٌبما ثم نغادر.
لاحظت كتاب بيللي للمرة الأولى في ديسيمبر ٢٠٢٣ في مكتبة فويلز في قلب لندن. كنتٌ قد اقتنيت كاميرة النيكون الفلم حديثاً اجوب الطرقات، أصور و ابحث عن اماكن غريبة تستحق التصوير. كنتٌ قد وصفت نفسي بالرَحال، و عندما وجدت الكتاب قفزت فرحاَ. هذا الكتاب!! و لسبب اجهله كنت كلما عقدتٌ النية على اقتناء الكتاب، شيئ ما يوقفني او اقوم باقتناء كتاب ثانِ.
لكل كتاب قصة تختلف عن محتويات الكتاب. قصة اقتناء الكتاب بحد ذاتها مُتعة حقيقية أقصها على الاصدقاء او أستمتع بعيشها. قصة اقتناء كتاب كايروس في فيينا من مكتبة ثاليا التي كنت اجلس في نهايتها عند القسم الانكليزي اتصفح مع غرباء الكتب. او مكتبة شكسبير حيث اقتنيت مجموعة من الكتب. او في ستوكهولم حيث المكتبة الانكليزية او في نيروبي عند المكتبة الكبيرة في الطابق الارضي من مول ويست لاند. لكل قصة كتاب و قصة هذا الكتاب واحدة منهم.