الجمعة، 16 مايو 2025

الرجل الرَحَال

 شيئُ ما يجذبني للترحال، رُبما أصولي البدوية، دمي العربي، أجدادي الصحراويين، او قبيلتي التي كانت تعبر الخليج في الصيف و الشتاء. أو ربما هي قصص افلام الكارتون و كتب الدعسوقة التي قرأناها صغاراً. 

رَحال، يصف نفسه بيلي كونوللي، الموسيقي من مدينة جلاسكو. جاب الأرض طولاً و عرضاً، إلتقى بأغرب الناس، و عمل في كل مكان أغرب المهن. لم ينتمي بيللي لفئة معينة. لم يستطع ان يقولب في قالب أو يٌشكل في شكل يشبه باقي الناس. كان يخرج من المنزل عندما كان مراهقاً، يمشي بمحاذاة الطرق الخارجية و يضيع في بحر المٌدٌن كرَحال. 

يقول بيللي لاحقاً:

لقد عرفت الكثير من الرَحالين الذين إتخذوا الترحال مهنة مؤقتة لهم او بدوام كامل، و عرفتٌ ايضا رحالين أصليين من القلب.هؤلاء الرحالون غادرو مٌدٌنهم ليس لأن لم يكن لهم خيار آخر، بل غادرو لأنهم لم ينتموا لذلك المكان.. و لن ينتموا لأي مكان آخر. هم بكل بساطة رَحالين. إنتمائهم الوحيد حقيبتهم. نلتقي نحن الرَحالة بعضنا البعض، نفهمنا، نفهم عدم انتمائنا لمكان ما، عدم تأقلمنا، عدم قولبتنا. نلتقي و نحكي لبعضنا البعض لاننا نفهم ماهية الترحال، نحتسي كوب من القهوة رٌبما ثم نغادر.

لاحظت كتاب بيللي للمرة الأولى في ديسيمبر ٢٠٢٣ في مكتبة فويلز في قلب لندن. كنتٌ قد اقتنيت كاميرة النيكون الفلم حديثاً اجوب الطرقات، أصور و ابحث عن اماكن غريبة تستحق التصوير. كنتٌ قد وصفت نفسي بالرَحال، و عندما وجدت الكتاب قفزت فرحاَ. هذا الكتاب!! و لسبب اجهله كنت كلما عقدتٌ النية على اقتناء الكتاب، شيئ ما يوقفني او اقوم باقتناء كتاب ثانِ.

لكل كتاب قصة تختلف عن محتويات الكتاب. قصة اقتناء الكتاب بحد ذاتها مُتعة حقيقية أقصها على الاصدقاء او أستمتع بعيشها. قصة اقتناء كتاب كايروس في فيينا من مكتبة ثاليا التي كنت اجلس في نهايتها عند القسم الانكليزي اتصفح مع غرباء الكتب. او مكتبة شكسبير حيث اقتنيت مجموعة من الكتب. او في ستوكهولم حيث المكتبة الانكليزية او في نيروبي عند المكتبة الكبيرة في الطابق الارضي من مول ويست لاند. لكل قصة كتاب و قصة هذا الكتاب واحدة منهم. 





الخميس، 1 مايو 2025

أحلام كبيرة، مسلسل يمثل الواقع

 يحكي قصة عائلة دمشقية مكونة من أربعة أشقاء، أحدهم لا يشبه الآخر. مسلسل يمثل عوائل كثيرة.. 

دروس و عبر عن الحب و العائلة و الأخوة و العلاقات و  صراع المال و الميراث و الغيرة و التفوق و الطموح.

في نهاية الحلقة الأخيرة، "عٌمر" الشخصية التي لم تستريح على طول المسلسل عبَر بكلمات اختزلت حياة بأكملها: 

" لما بتطلع على حالي بلاقي حالي فاضي، صفر اليدين.  لا الآمال تحققت و لا الحياة مشيت مثل ما كنا نحلم من زمان. الاحلام كانت كتير كبيرة.. "

عٌمر شخصية فريدة، "يحل مشاكل العائلة". يمرض والده اثناء امتحانات البكالوريا، يؤجل سفرته الى امريكا ليجتاز الامتحان و يلتحق بكلية الحقوق ليصبح محامياً. مُدير المدرسة يوبخه "انت شو راح تصير، لو قتلت حالك بتصير معاون وزير" كأن مدير المدرسة يتنبأ مستقبل هذا الولد الشاب الذي يمر بمواقف و مراحل مستحيلة، في كل مرة تنتهي آماله لكن ينسى و يستمر. يحب فتاة مسيحية لكنها تتركه و تسافر أمريكا، يتعرف فيما بعد على صحفية لديها مشكلة في القلب، يحل مشاكل و مآسي الناس و مشاكل عائلته، اخوته كلُ له مشكل و قصة و حياة بأكملها. 

ينتهي المسلسل بأغنية تقول كلماتها:

" كل شيء ضاع ضاق حتى ضاع

لم يبقى للعشاق غير اليأس ، و اليأس ضاع ، ضاع للعشاق.. "



الثلاثاء، 29 أبريل 2025

في هذا الفصل من الحياة، أحبٌ أٌلفة الحيوانات: مراقبة الأبقار و صنع صداقات مع كلاب و قطط و سناجب برية

في اللحظة التي عبرت خط الثلاثين بدأت بحب الحيوانات أكثر. او ربما بدأت الحيوانات بألفتي أكثر. ربما وجدت صديقا قديما؟

كلاب صغيرة أو كبيرة. قطط لئيمة او لطيفة، سناجب جائعة او باحثة عن ملجأ، أبقار في الطبيعة تجلس مسترخية. نعم جميعهم أصبحو أصدقاء. 

في هذا الربيع (او الخريف؟) من العمر.. وجدت الحيوانات ملاذاَ للإسترخاء.











الخميس، 24 أبريل 2025

وارسو، مدينة لا تشبه المُدُن..

بعض من الصور في فصول متعددة. علاقتي مع هذه المدينة لم تتغير لأشهر. هٌنا حيث اقضي ايام استراحاتي. اشعر بالراحة و الطمأنينة. هٌنا قضيت نهاية العشرينات.. هنا كتبت و قرأت و عملت . هذه المدينة غيرتني.. مرة واحدة و الى الأبد.





الثلاثاء، 22 أبريل 2025

لقاء مع صديق قديم من بلدي في لندن العاصمة العظيمة

نعم انه صديقي الأربيلي، كنا نعمل سوية احدنا يقابل الآخر في يوميات رتيبة و لاسابيع، ثم انتقلت للعمل في مكتب ثانٍ لكنا بقينا على تواصل، سهولة التواصل اهتماماتنا المجنونة و يجمعنا حب البرمجة. نختلف في كل شيء، صديقي الصدوق لم يكن يشرب القهوة، نلتقي مبكراً جدا احضر كوب القهوة ، و هو يكتفي بكوب من الماء.. لم اكن افهم لماذا لا يحب المنبهات.. الغريب بالامر مرت السنين، و اختلفت علاقتنا مع المنبهات.. تعبت انا من اكواب قهوة واحد تلو الآخر و لسنين ، بينما بدأ بإكتشافها هو. و عندما التقينا تفاجأت بطلبه عند الكافيه و قال: واحد اسبريسو . 


في القطار بالاتجاه مدينة برايتون



الخميس، 6 مارس 2025

في كل مرة اقرر ان اقص شعري اختار مكان حلاقة مختلف: مغامرة الحلاقة!

 قد اخترت الكثير من "الحلاقين" في السنوات الثلاث الاخيرة. ربما قصصت شعري في اكثر الاماكن غرابة. في كل مرة اقرر قص شعري اختار "حلاق" مختلف. في الست اشهر الاخيرة، غيرت ٤ "حلاقين" و اليوم قررت ان اذهب الى حلاق في الجانب الاخر من المدينة و كانت تجربة مليئة بالضحك و قصة شعر مختلفة او مشابهة لربما قصة شعر من سنة. المهم تعلمت اليوم من الحلاق مصطلح او كلمة جديدة:

don't get bogged

و ترجتمها بالعربية لا تتورط و لكن المعنى المحلي هو ارجع بسلام او لا تتورط بامور لا ترغبها، في اشارة الى شباب الشارع السيئين الذين قد يكونو يتصيدون لسرقة هاتف او نقود

don't get bogged down; to be/become so involved in something difficult or complicated that you cannot do anything else: Let's not get bogged down with individual complaints. 

حلاق جديد و مصطلحات جديدة. يا لغرابة المواقف، دروس نتعلمها في كل يوم و من اشخاص مختلفين

الحلاق الجديد هادئ و لا يتكلم اثناء الحلاقة مما يتيح لي الفرصة للنوم.. اها

ربما اعود لنفس الحلاق؟ 

ربما ..


الخميس، 27 فبراير 2025

مكتبة مختبئة في لندن

لندن ريفيو او مراجعات لندن، مكتبة مختبئة في عٌمق لندن. لم اكن اعلم بوجود هذه المكتبة على الاطلاق. تعرف عليها من فديو يوتيوب ل جاك بين الكتب، قناة تحتفي بالكتاب و الكتب. ذهبت الى المكتبة مشياَ على الاقدام من المكتبة البريطانية. تحتوي المكتبة على كتب سياسية و تاريخية. وجدت كتب عن بابل و عن تاريخ الشرق الاوسط و كتب علمية في الطابق السفلي. كعادتي نزلت ابحث عن كتب نادرة. و بالفعل وجدت كتاب مطبوع عن ورقة بحثية بعنوان "كيف هو شعور ان تكون خفاشاً" و هذا عنوان مهم و مفصلي في بحوث الوعي عند البشر حيث يتخيل الكاتب عن ماهية التجربة التي يراها الخفاش عندما يصطدم بجدار و هل لديه تجربة بالفعل؟ 

لندن مدينة مليئة بالمفاجئات




 

الخميس، 2 يناير 2025

في قطار الانفاق (الأندر كراوند) في لندن من محطة ليفربول سترييت الى محطة سيرك اوكسفورد

 في قطار الأنفاق قصص و حكايات و وجوه مألوفة و غير مألوفة. في هذا المكان ينتقل الناس الى وجهاتهم كيف ما أرادو. القانون الاول هو السرعة لكن في ركض الحياة هذا يجلس ثنائي سبعيني ربما. امرأة و رجل، كأنهم قادمون من السبعينات!


يجلسان في العربة بهدوء، عيونهم تتكلم اكثر من صمتهم. وقفت جنبهم، التقط بعضاً من اشارتهم، الهدوء، البطء، السلاسة، و بعضا من الحكمة.. 

في جلستهم كانوا كأنما يقولون: لا تتعجل ايها الشاب، فالحياة غريبة و سريعة. كل شيئ سيمر ان تعجلت و ان ابطأت. بدل ان تؤشر بيديك على الهاتف تلتقط اشارات ناس غرباء في هاتف امتلك حياتك، اجلس و انظر مثلنا الى البشر من حولك، لعلك في عيونهم ترى حزنهم و انكسارهم، سعادتهم و احلامهم، همومهم و مشاعرهم. اجلس جنبنا و لا تهتم اين سيقف بك القطار، فكل الطرق تؤدي الى عنوانك.. اليس كذلك؟ 

في المحطة ما قبل الاخيرة، نزل الاثنان، و جلست انا، اتأمل..



الرجل الرَحَال

 شيئُ ما يجذبني للترحال، رُبما أصولي البدوية، دمي العربي، أجدادي الصحراويين، او قبيلتي التي كانت تعبر الخليج في الصيف و الشتاء. أو ربما هي ق...