هذا ما سجلته في دفتر مذكراتي الصغير أدون انطباعي عن هذه المدينة الواقعة في اقصى شرق البلاد:
أجساد معضّلة، تاباس في كل ركن، حرارة تفوق الثلاثين، نساء تسّمرّن على شاطئ البحر، رائحة خمر تفوح عند غياب الشمس، أمريكيون في كل زاوية شارع، و مهفات كنا نراها في التلفاز فقط. وشوم على الذراع ، عضلات و فانيلات عراقية تبرز الصدر المعضل، خط لحية عريض، يبدو الرجال لوهلة بأنهم تكحلو! لا أعلم لماذا ولكن هذا ما يبدو للوهلة الاولى.
الانطباع الاول هذا سرعان ما تغير في اليوم الثاني. بكل تأكيد بعض من الشباب يتبع هذه الموضة او الحالة التي يمر بها المجتمع الاسباني و لكن هل جميع الشباب ينجرفون\ يتبعون هذا الاتجاه؟ بكل تأكيد لا!
و الاسبان يُعبرون عن حبهم و عواطفهم علناً ، ربما اكثر من اي مكان اخر في اوربا. ربما هي حالات نادرة او هي حالات تطفو على السطح اكثر من اي مكان اخر في الاماكن السياحية خاصةً.
برشلونة. مدينة شرقية غربية. كأنها مدينة تونسية. بل اكثر وجدتُ عمارتها تشبه ما نشاهده في الافلام المصرية. العمارات ذات الطابع التقليدي. غسيل على البلكونات، عمارات مصبوغة بالوان مختلفة. بعض من شوارع المدينة يذكرني بشوارع بغداد. كأن المدينة مستوحاة من بغداد و القاهرة و تونس العاصمة و الجزائر. جمعوا هذه العواصم في مدينة واحدة و اضافوا عليها الطابع الاسباني. و الغريب اكثر، ان المدينة مصممة بشكل مُربِك. مربعات و مستطيلات تمتد على طول المدينة. مما يجعل المدينة سهلة التنقل لكنها في نفس الوقت تُربك الزائرون الجُدد. لا سيما انني اتيت من مدن انكليزية غير مرتبة. او مصممة بشكل غير انتقائي. نادرا ما نجد مربعات. ومستطيلات تمتد لكيلومترات.
و المدينة على رغم اتساعها و مستطيلاتها المليئة بالاشجار، مُتخمة بالاصوات المُزعجة. عجزت عن العثور عن السبب. في اليوم الثاني ذهبت الى اطراف المدينة حيث الحياة البطيئة و السكان هناك في الاطرف اكثر هدوءاً.
انطباع آخر فاجئني هو كثرة الجالية اللاتينية في برشلونة، بكل تأكيد بجانب الجالية الشرق اسيوية. بشكل مفاجئ و لا اعلم هل هذا الانطباع هو اولي و سوف يتلاشى بمرور الزمن ام انه واقع تمر به برشلونة و اسبانيا بشكل عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق