كان قلبي يدقٌ على التوقيت العراقي، بينما كان عقلي قد انسجم مع البيئة هنا في هذا البلد الأفريقي الجميل. في الحقيقة، التوقيت هنا مساوٍ للتوقيت في العراق حيث لا يوجد فرق في التوقيت بين نروبي و بغداد لكن بدا لي بأن الوقت هنا يمر بخطوات مختلفة.. على الاقل هذا ما شعرت به في اليوم الأول
قيلولة الظهر كانت من المٌسلمات سيما انني قاومت النوم اثناء الرحلة. الهدوء كان مخيماً على الغرفة و المكان. عند انتهائي من قيلولة الظهر اتجهت السوق القريب لشراء بعض الحاجيات.. أخذت أوبر الى المدينة و تحدثت مع سائق التكسي عن كل شيئ يخص نيروبي و كينيا. دفعة واحدة سؤال تلو الآخر. "ماذا عن العرب ؟" قلت لهُ. أجاب "العرب قدمو من جهة المحيط الهندي محملين بالأمتعة" تزوجو من الناس المحليين، ليولد أحفاد من أباء عرب و أُمهات افريقيات.. هكذا ولدت اللغة السويحلية" أجاب بسعادة
في اليوم الأول تعلمت كلمتين باللهجة المحلية "ليست السويحلية لأن الشعب لا يستخدمها"، يستخدم لهجة بسيطة و سريعة، يمكن تشبيهها
في اليوم الأول تعلمت كلمتين باللهجة المحلية "ليست السويحلية لأن الشعب لا يستخدمها"، يستخدم لهجة بسيطة و سريعة، يمكن تشبيهها
بلهجاتنا العربية" الكلمة الأولى هي: ساسا و تعني مرحباً و الثانية ساوا و تعني أوكي
نيروبي في الصباح أدهشتني. الجميع بدون إستثناء متوجه الى العمل، حاملين حقائبهم خلف ظهورهم، بعضهم بزي رسمي، آخرون بزي رياضي، بينما كان الأغلبية بزي بسيط. قال لي السائق
"Everyone is minding their own business"
ما يعني بأن لا أحد يتدخل بالثاني و هذا ما يميز الشعب هنا
"Everyone is minding their own business"
ما يعني بأن لا أحد يتدخل بالثاني و هذا ما يميز الشعب هنا
يا الله، ما هذا الإصرار الذي يحمله الشعب الأفريقي، من أين يأتون بهذه القوة و التحمل.. كنت أبكي بصمت.. أبكي على شعبنا الذي و ان كان قد تحمل الكثير لكنه لم يصل الى الإلتزام و الإصرار الذي يلازمه هذا الشعب العجيب.
لكل شعب تعريف مختلفة عن العزيمة، و لكل شعب تعريف مختلف عن المعوقات و التحديات و المصاعب، الشيء المشترك الوحيد بين جميع الشعوب هو اعترافهم بوجود المعوقات، لكن لكل واحد منهم تعريف مختلف.
—
اتفق الجميع على الطعام اللذيذ، لذا في اليوم الاول ذهبت الى طعام محلي تصنعه امرأة في عقدها الثالث ربما.. لاحظت بأنها مهتمة بأختياراتي فقلت لها اختاري لي ما تحبين
الوجبة الأولى في نيروبي: سمك و رُز و خضراوات مطبوخة
تذكرت كتاب و فلم "طعام، صلاة، حُب" عندما تذهب بطلة الرواية الى ايطاليا و من ثم الى الهند في رحلة روحية لتكتشف ذاتها.. حيث كان الأكل جزءاً مهماً من إكتشافاتها هذه.. أشعر بهذا الأمر الآن بعد عقد من الزمن على قراءة هذه الرواية.. الطعام جزء من الهوية و جزء من التجربة و اكتشاف الآخر
في طريق العودة الى المنزل، كنت في حديث مع صديق نيبالي يعيش منذ شهر في نيروبي. كالعادة يبدأ حديثنا عن العراق. الجميع يسأل السؤال ذاته "كيف هي الحياة في العراق؟" يصعب علي الإجابة على هذا السؤال رغم بساطته، لكنني دائما ما أبدأ بهذه الجملة "الحياة هناك جميلة، لكنها مثل كل البلدان في هذا العالم يتخللها الكثير من التحديات، كما ان الحياة تصبح جميلة عندما تكون مع الأشخاص الذين يجعلونك تؤمن بذلك" و في الحقيقة انني كثيرا ما احاول ان اطبقها بشكل عام في أي بلد أكون فيه
الأشخاص الصح يجعلونك ترى الاشياء الصح أليس كذلك ؟
أجاب صديقي النيبالي بأن الحياة في نيبال تكون جميلة حول الاشخاص الذين يحب. أعتقد بأن هذه الجملة تختصر الكثير
هنا نيروبي، اليوم الأول في مدينة الشعب، مدينة العمل و الإصرار و العزيمة، المدينة التي تستيقظ مبكراً ربما قبل جميع المدن في هذا العالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق